الابتكار والتميز الصناعي في صلب فعاليات الدورة السادسة من المنتدى الدولي للموارد البشرية

انطلقت أمس الجمعة فعاليات الدورة السادسة من المنتدى الدولي للموارد البشرية بطنجة ، والتي تركز على الابتكار والتميز الصناعي في عصر النموذج التنموي الجديد.

ويناقش ثلة من الخبراء والمسؤولين عن الموارد البشرية ووكالات التشغيل مواضيع تتمحور حول شعار المنتدى “الابتكار والتميز الصناعي في عصر النموذج التنموي الجديد : ما هو موقع وظيفة الموارد البشرية ؟”، والذي تنظمه على مدى يومين جمعية “أجيف الشمال” بشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية.

وأكد رئيس جمعية “أجيف الشمال”، عثمان القاسمي، في كلمة خلال افتتاح المنتدى، أنه “دون موارد بشرية مبتكرة، لا يمكن الحديث عن اقتصاد مبتكر”، مضيفا أن سياق العولمة وتوالي الأزمات الاقتصادية والصحية والبيئية دفع بالمغرب نحو تبني نموذج تنموي اقتصادي جديد وتقوية السيادة والتميز الصناعي.

وتابع القاسمي أن هذه السيادة يتعين أن ترتكز على التحكم وامتلاك الابتكارات التكنولوجية، دون إغفال أهمية الموارد البشرية المؤهلة في هذا الصدد.

من جهتها، اعتبرت بشرى نحيلي، رئيسة جمعية “أجيف” أن للرأسمال البشري دور محوري، فهو يعتبر في حد ذاته أحد أهم الاستثمارات القادرة على التحديث والتطوير، بل إحداث التحولات المنشودة في إطار النموذج التنموي الجديد.

أما بالنسبة لصلاح الدين سبيك، رئيس لجنة التشغيل والتكوين المهني والعلاقات الاجتماعية بفرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، فيتعين إرساء حوار اجتماعي يمكن من ضمان بيئة عمل متناغمة، لتفادي النزاعات الاجتماعية وتسوية المشاكل وتشجيع ثقافة الاحترام المتبادل بين أرباب المشغلين والعاملين.

من جهة أخرى، اعتبر أن الأزمة الصحية مكنت من بروز تحديات جديدة بالنسبة لمهنيي الموارد البشرية، كما أسفرت عن بروز فرص جديدة لإعادة التفكير في الممارسات السائدة وتبني مقاربات جديدة تستجيب للحاجات الخاصة لبعض المأجورين.

واعتبر المدير العام لمجموعة رونو المغرب، محمد بشيري، أن المغرب لا يتعين عليه أن يعاني من أي مركب نقص في مجال الابتكار، إذ أبان المهندسون والتقنيون المغاربة عن قدرتهم على الإبداع والابتكار خلال جائحة كوفيد، وهي المرحلة التي اتسمت بوضع تكنولوجيات وعتاد لم يكن موجودا سلفا بالمغرب، وكان ذلك بأيدي مغربية وبكفاءات محلية.

وشدد على أن الطريق ما زال طويلا، مسجلا بأن “النتائج على أرض الواقع ليست في مستوى تطلعات بلوغ 300 براءة اختراع التي يتعين وضعها من قبل الباحثين المغاربة سنويا، علما أن الهدف في سنة 2035 هو بلوغ 1000 براءة اختراع، والذي بدوره يبقى بعيدا عن مستوى بلد مثل تركيا التي تضع أكثر من 10 آلاف براءة اختراع سنويا”.

في السياق ذاته، شدد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، على أن الجامعة مستعدة لمواكبة المقاولات المغربية، مشددا على أنها ضاعفت ب 200 في المائة الميزانية المخصصة للبحث العلمي خلال سنتين فقط.

وأشار إلى أن البحث العلمي يشمل في الوقت الراهن قطاعات متعددة من بينها الصيد وتربية الأحياء المائية والصناعات الغذائية وصناعة السيارات والطيران والذكاء الصناعي، وغيرها من القطاعات الواعدة.

بينما يرى مدير مركب البستنة بأكادير، فريد لقجع، أنه “لا يمكن أن ندعي أننا نسعى إلى التنمية إذا لم نضع الموارد البشرية في صلب انشغالاتنا”، مشيرا إلى أن تجارب البلدان المتقدمة أبانت بأن النجاح في التنمية يعزى إلى توجهات السياسات العمومية نحو الموارد البشرية.

وشدد على أن المجتمعات يتعين أن تكون مستعدة للتأقلم مع التحولات المستقبلية والتي يبدو في مقدمتها النمو الديموغرافي والتحولات المناخية وظهور مهن جديدة واختفاء أخرى.

يذكر أن برنامج المنتدى يتضمن ورشات لفائدة الشباب من أجل مساعدتهم على الاستعداد والنجاح في مقابلات التوظيف، إلى جانب فضاء للعرض يضم أروقة لكبار الشركات لوكالات التشغيل لتقريب الباحثين عن العمل من المشغلين.

زر الذهاب إلى الأعلى