ساحة الثيران بطنجة.. هل تُقبِر الأضواء البراقة والواجهة الخارجية المشروع الأصلي الذي كلف 7 ملايير سنتيم؟
ساهمت بعض الأضواء المحيطة بساحة الثيران والتي منحت البريق لعمليات الصباغة الخارجية لهذه المعلمة التاريخية، في ذر الرماد في عيون الكثير من الطنجاويين الذين “أبهرتهم” صور هذه المُنشأة التي يزيد عمرها عن 70 عاما، حيث أغفلوا أن شكلها الحالي الذي كلف 7 ملايير سنتيم من المال العام، بعيد تماما عن النتيجة الموعود بها.
وبشكل مفاجئ وذكي في نفس الوقت، أطلق المشرفون على المشروع إنارة مسائية براقة تزامنا مع احتفالات ليلة رأس السنة، لتبدو ساحة الثيران في حلة جميلة – خارجيا على الأقل – وسارعت إليها كاميرات المنابر الإعلامية المحلية، قبل أن تنتشر الصور كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحتى الآن لم تعلن أي جهة عن انتهاء الأشغال، إلا أنه من الضروري التذكير بأن مشروع إعادة تأهيل هذه المعلمة تم الحسم فيه منذ سنة 2021، أي ما يقارب 4 سنوات الآن، وأن الانتهاء منه تأخر كثيرا، ما أحاطه بالعديد من علامات الاستفهام.
وفي أبريل من سنة 2021، تم الإعلان رسميا عن فوز الفريق الهندسي المكون من المعماريين هشام الخطابي وجواد الخطابي ويونس الديوري وحكيم حاج ناصر، بالمرتبة الأولى في المباراة الخاصة بأفكار تأهيل ورد الاعتبار لحلبة مصارعة الثيران.
وتولى عمدة طنجة السابق محمد البشير العبدلاوي تتويج الفائزين، في حفل ترأسه الوالي السابق محمد مهيدية، وبحضور المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي، ورئيسة مجلس جهة طنجة- تطوان – الحسيمة السابقة فاطمة الحساني.
التصميم الذي تم عرضه آنذاك، ليس هو ما شاهدناه في ليلة رأس السنة، حيث أن العديد من الأشياء ناقصة، وخصوصا السقف الأحمر الذي سيتم تركيبه لتغطية كل مقاعد البناية التاريخية، في إطار إعادة توظيفها.
وتم الإعلان رسميا، سنة 2021، أنه سيتم تحويل حلبة مصارعة الثيران إلى فضاء للتنشيط الاقتصادي والثقافي والفني، وفضاء للفرجة بالهواء الطلق يخصص لإحياء مجموعة متنوعة من الفنون بسعة 7000 مقعد، وكذا قاعة للعرض ومطاعم ومتاجر ثقافية ومرافق أخرى، بالإضافة إلى التهيئة الخارجية للمعلمة، كما ستكون محاطة بفضاء عمومي مكون من مرائب للسيارات وتجهيزات حضرية ونافورة وساحة عمومية، قادرة على استيعاب 120 شخصا، وفضاء للعرض الخارجي.
كل ذلك ما يزال سكان وزوار مدينة طنجة ينتظرون أن يروه أمامم على الأرض الواقع، كما ينتظرون كشف الحساب بخصوص الاعتمادات المالية للمشروع، التي وفرها بالخصوص مجلس الجماعة ومجلس الجهة، والتي انتقلت من 5 ملايير سنتيم سنة 2021 إلى 7 ملايير سنة 2024، بعد مصادقة المجلسين على اعتمادات إضافية عبر ملحق تعديلي للاتفاقية الخاصة بالصفقة.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر تفاعل رسمي مع المشروع أمام الرأي العام المحلي، صدر عن عمدة طنجة الحالي، منير ليموري، في دورة أكتوبر 2024، حين أعلن أن نسبة الإنجاز بلغت 70٪.