توصيات ورثها بولعيش عن الإدريسي غير منفذة.. رصدها الحسابات حول قطاع النظافة

أصدر المجلس الجهوي للحسابات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة تقريرًا سابقا يكشف عن مجموعة من النقائص والتجاوزات في تدبير جماعة اكزناية لقطاع النظافة منذ فترة أحمد الإدريسي المعزول، وورث الرئيس الحالي محمد بولعيش دون تنفيذها، خاصة فيما يتعلق بالتدبير المفوض لهذا المرفق الحيوي، فالنفايات مكدسة بكل عمق اكزناية.

وقد أبرز التقرير غياب بنية تنظيمية ورؤية استراتيجية واضحة لتدبير النفايات المنزلية والمشابهة لها، مما أثر بشكل سلبي على جودة الخدمات المقدمة للسكان.

كما سجل المجلس وجود قصور في الوثائق التعاقدية المبرمة مع شركة التدبير المفوض، والتي لم تستجب لمتطلبات القانون التنظيمي المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العامة، بالإضافة إلى عدم إحداث شركة خاصة يقتصر عملها على هذا المجال، وهو ما يشكل خرقًا قانونيًا واضحًا.

من بين النقاط التي أشار إليها التقرير، غياب دراسة مسبقة لتحديد حجم النفايات المتوقع جمعها ومعالجتها، مما أدى إلى تفاوت ملحوظ بين الكميات الفعلية وتلك المعتمدة في العقد، الأمر الذي انعكس على جودة الخدمة.

كما لوحظ وجود نقائص في تنفيذ البرنامج الاستثماري المتفق عليه مع الشركة المفوض لها، حيث لم يتم توفير المعدات والعتاد بالمواصفات المحددة في العقد، خاصة فيما يتعلق بسعة الحاويات التي جاءت أقل من المطلوب. إضافة إلى ذلك، فشلت الجماعة في القضاء على النقاط السوداء المتعلقة بتراكم النفايات، مع غياب تطبيق الجزاءات التعاقدية لضمان التزام الشركة بتعهداتها.

التقرير أشار أيضًا إلى غياب حملات التوعية والتحسيس بأهمية النظافة وطرق التخلص السليم من النفايات، مما ساهم في استمرار بعض السلوكيات السلبية لدى الساكنة. واعتبر المجلس أن هذه النقائص تتطلب تدخلًا عاجلًا لتصحيح الوضع، حيث أوصى بضرورة إعداد مخطط جماعي لتدبير النفايات يتماشى مع المخطط المديري الإقليمي، مع مراجعة الوثائق التعاقدية لتتوافق مع القوانين المعمول بها، وضمان إحداث شركة متخصصة في التدبير المفوض. كما شدد على أهمية إجراء دراسات دقيقة لتحديد حجم النفايات المتوقع، وتوفير المعدات بالمواصفات المطلوبة، وتفعيل آليات المراقبة والجزاءات لضمان احترام الالتزامات. علاوة على ذلك، دعا المجلس إلى تنظيم حملات توعية للمواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة والنظافة العامة.

يأتي هذا التقرير ليؤكد الحاجة الملحة لإصلاح شامل لتدبير قطاع النظافة بجماعة اكزناية، خاصة في ظل التوسع العمراني الذي تعرفه المنطقة، بهدف تحقيق تنمية مستدامة تراعي حاجيات السكان وتحافظ على البيئة.

زر الذهاب إلى الأعلى