تقرير المجلس الأعلى للحسابات: طنجة المليونية لا تتوفر سوى على طبيبين نفسيين للأطفال !
تواجه مدينة طنجة أزمة حقيقية في مجال الطب النفسي للأطفال، رغم الجهود المعلنة والاستراتيجيات التي وضعتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
الأرقام التي كشف عنها المجلس الأعلى للحسابات تشير إلى غياب شبه كامل لهذا النوع من الخدمات في معظم جهات المملكة، مع استثناءات محدودة لا ترقى إلى مستوى التحديات.
في طنجة، كجزء من جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، لا يتوفر سوى طبيب أو طبيبين نفسيين للأطفال في القطاع العمومي، وهو رقم يثير القلق بالنظر إلى الكثافة السكانية المتزايدة والحاجة الملحة لهذه الخدمات. ولا توجد أي وحدات استشفائية متخصصة بالطب النفسي للأطفال في الجهة، حيث تعتمد الرعاية بشكل كبير على القطاع الخاص، الذي هو الآخر لا يقدم خيارات كافية أو ميسورة لجميع الفئات.
الأزمة تتفاقم مع استمرار غياب رؤية شاملة للتعامل مع مشاكل الصحة النفسية للأطفال في طنجة، حيث يظهر ضعف الاستثمار في البنية التحتية للطب النفسي على مستوى الجهة. هذا القصور ليس فقط في عدد الأطباء المتخصصين، ولكن أيضًا في الوحدات العلاجية والاستشفائية، مما يجعل الوصول إلى الرعاية النفسية بالنسبة للعائلات في المدينة ضربًا من التحدي المستمر.
ورغم التزامات وزارة الصحة بزيادة العرض في هذا المجال، كما ورد في خططها الاستراتيجية، لا تزال طنجة تعاني من غياب التنفيذ الفعلي لهذه الخطط، مما يعكس التفاوت الواضح بين الأهداف المعلنة والواقع الميداني. الأسئلة تظل قائمة حول مستقبل هذا القطاع وما إذا كان يمكن تدارك الوضع في الوقت المناسب لتلبية احتياجات سكان المدينة، وخاصة الأطفال الذين يمثلون الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع.