خفوت دور مقاطعة السواني بطنجة: تحليل الوضع الراهن بين مرحلتي أهروش والغرابي

تمر مقاطعة السواني في مدينة طنجة بمرحلة غير مسبوقة من الخفوت والتراجع في دورها الفعال داخل المشهد الجماعي. فبعد مرور نصف الولاية الأولى لرئيس المقاطعة الحالي، لا يزال تأثيره السياسي والإداري وسياسية القرب غير ملموس، مما يثير تساؤلات عدة حول أسباب هذا الغياب.

غياب الكاريزما السياسية

يبدو أن أحد العوامل الرئيسية وراء تراجع دور المقاطعة هو غياب الكاريزما السياسية اللازمة لدى رئيسها سعيد أهروش عن حزب الأصالة والمعاصرة والقادم من حزب العدالة والتنمية بعدما أصبح “مركبه يغرق”.

فالرئيس السابق، أحمد الغرابي، استطاع أن يترك بصمته ويجعل من المقاطعة مركزًا للأنشطة والمبادرات، مما عزز مكانتها داخل المدينة. بالمقابل، يبدو أن الرئيس الحالي لم يتمكن من بناء رؤية واضحة أو تنفيذ استراتيجيات فعالة تعيد للمقاطعة مكانتها.

ضعف التفاعل مع المواطنين

إضافة إلى ذلك، يُلاحظ تراجع التواصل بين إدارة المقاطعة وسكانها. فقد أصبح المواطنون يشعرون بأنهم غير مسموعين أو غير ممثلين بشكل كافٍ، وهو ما يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات المحلية. بينما كان الغرابي يستمع إلى مشكلات المواطنين ويعمل على إيجاد حلول لها، يبدو أن الوضع الحالي يشهد تراجعًا ملحوظًا في هذا السياق.

المستقبل: من سيخلفه؟

مع تراجع دور المقاطعة، تبرز تساؤلات حول من سيخلف الرئيس الحالي في حال استمر الوضع على ما هو عليه. يُعتقد أن هناك عدة شخصيات قد تبرز كبدائل محتملة، ولكن السؤال الرئيسي هو: هل ستكون لديها القدرة على إعادة الحياة إلى المقاطعة؟
عدد من المتتبعين، يقولون بأن السواني تحتاج إلى شخصية قادرة على إحياء روح المبادرة والتفاعل المجتمعي، وتحقيق تطلعات السكان. إذ إنّ النجاح في ذلك يتطلب رؤية واضحة وخطة عمل فعالة، بعيدًا عن الخلافات السياسية الضيقة.

إن تراجع دور مقاطعة السواني بطنجة يُعد بمثابة جرس إنذار للسياسيين المحليين. فالمقاطعة بحاجة ماسة إلى قائد يمتلك الكاريزما والرؤية لتحسين وضعها الحالي. فهل يتمكن الرئيس الحالي من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، أم أن المقاطعة ستظل غائبة عن الساحة الجماعاتية في المدينة لغاية مرحلة الانتخابات المقبلة !

زر الذهاب إلى الأعلى