في خضم استعدادات “المونديال”.. هل الجماعات القروية والمحاذية لطنجة ستشارك في رهان التنمية أم “فاقد الشيء لايعطيه” !

في خضم الاستعدادات الضخمة التي تبذلها المملكة المغربية لاستضافة كأس العالم 2030، يبدو أن الأضواء مسلطة بشكل كبير على المدن الكبرى والبنية التحتية الحضرية.

لكن، هل يتوجب علينا تجاهل الجماعات القروية المحيطة بطنجة التي تمتلك إمكانيات هائلة للمساهمة في هذه المناسبة التاريخية؟
تمتاز الجماعات القروية بمقومات فريدة يمكن أن تعزز من تجربة الزوار والمقيمين على حد سواء.

من المناظر الطبيعية الخلابة إلى الثقافات المحلية المتنوعة، تقدم هذه المناطق فرصة لتسليط الضوء على غنى التراث المغربي. لكن، هل هناك إرادة حقيقية لدى المنتخبين لاستثمار هذه الإمكانيات؟ إننا نجد أنفسنا في موقف حرج، حيث يظل الكثير من هذه الجماعات مُهملًا، دون استراتيجيات تنموية فعالة أو استثمارات حقيقية، وعلى رأسها اكزناية الملاصقة لطنجة.

ليس من المقبول أن نسمع أن “فاقد الشيء لا يعطيه”. هذا القول لا ينطبق على الجماعات القروية إذا توفرت الإرادة والإستراتيجية الصحيحة. يمكن لهذه المناطق أن تلعب دورًا محوريًا في الدعم اللوجستي، وتقديم الخدمات السياحية، وتعزيز الزراعة المحلية، بل وحتى المشاركة في الفعاليات الثقافية التي تعكس غنى الهوية المغربية.

إن المواطن القروي يستحق أن يكون جزءًا من هذا الحلم الوطني. يجب على المنتخبين أن يتحلوا بالرؤية والشجاعة لاتخاذ خطوات جادة في هذا الاتجاه. العمل على مشاريع تنموية متكاملة، وتحفيز الاستثمار في هذه المناطق، وتهيئة البنية التحتية الأساسية، كلها أمور أساسية لنحقق التنمية المنشودة.

إن كأس العالم ليست مجرد حدث رياضي، بل هي فرصة لإبراز الوجه المشرق للمغرب، وإذا لم يُعطَ المجال للجماعات القروية للمشاركة، سنكون أمام خيبة أمل تاريخية. إن المجتمع المغربي، من شماله إلى جنوبه، من حضره إلى قراه، يجب أن يتوحد خلف هذا الهدف. إن التحدي ليس فقط في تنظيم البطولة، بل في إشراك الجميع في هذا الإنجاز، والرفع من شأن المغرب ككل. فهل نحن مستعدون لفتح الأبواب أمام هذه الفرصة أم سنبقى نراوح مكاننا؟ الخيار أمام المنتخبين؟

زر الذهاب إلى الأعلى