من يسعى لابتزاز الوالي الجديد يونس التازي ؟؟

طنجة الآن: أسامة العوامي التيوى: جميل هذا البوح العفوي الصادر من رجل سلطة خلال مخاطبة جمع من المنتخبين أثناء دورة مجلس الجهة، بوح يعكس سلامة اليد والمبدأ، ويكشف ” حرية واستقلالية” السلطة عن المنتخب !

حينما حل الوالي السابق ” امهيدية” كانت تحركاته الأولى شبيهة بما يفعله الوالي التازي، وتعرض حينها لضعط كبير لم نجد من مساندة له سوى كتابة عمود رأي تحت عنوان ” ارحموا الوالي .. يرحمكم من في السماء ” أشرت حينها إلى كم الاحتجاجات التي عصفت بباب الولاية والتي لم يألفها القادم من الرباط حيث شارع محمد الخامس العرق النابض لاحتجاجات المغاربة أمام البرلمان !

لكن بعد مدة قصيرة انتبهنا لوجود خلل في الممارسة والمواقف، سرعان ما ترجمت عبر مقال آخر ” لا ترحموا الوالي ..” مقال مسح من طرف الناشر ” موقع محلي بطنجة”  الذي سارع إلى التقاط الصور داخل مكتب الوالي كاشفا عن ” الصفقة” التي كان ثمنها محو جميع المقالات التي كتبت باسمي !

هذه العودة ضرورية لفهم ما يجري اليوم، فالوالي من تلقاء نفسه يكشف ” لن يتحكم في طريقتنا أحد” مضيفا بنوع من السخرية السوداء انتقاده لتوظيف بعض الأقلام لمواجهة طرف سياسي دون الآخر !

الحقيقة التي يعرفها كل طنجاوي، أن ” البروتو-مافيا” تتحكم في طنجة بقبضة من حديد، ولها أقلامها ومنابرها وصحافيوها، وهي تسعى لمطاوعة كل مسؤول جديد ! ولو باستعمال ” المنتخب” الذي يدين أحيانا لهذه الجهة بأموال الانتخابات التي ساهمت في بروزه!

ولعل الوالي الجديد، استوعب هذه المعادلة باكرا، وبحسه الاستراتيجي وصل لقناعة بسيطة كشفها خلال كلمته” الانتظارات أكبر من التراشقات ” واضعا حدا بسيطا لمفهوم الحق والقانون من خلال قوله ” لن نقبل بالمصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة” وهذه فقط إشارة مطمئنة للمواطن الطنجي!

لكن كلمة الوالي سرعان ما أغضبت بعض الجهات، ليصبح مسؤولا عن ما حصل بالمضيق، محاولة الصاق بعض القضايا به وهو الذي ” لم يسخن مقعده بعد” .. بل لم يتركه يسخن لأنه يباشر زيارات يومية لمختلف الأحياء، يلتقي مع المواطنين ويحاورهم، بعيدا عن الأضواء والكاميرات، بعيدا عن أقلام تجامله لتتقضى تعويضا او مصالح نظير حروفها المبعثرة.. تماما كما حصل في الحي الاسباني والذي تناقلته الألسن وبانت ملامح التغيير بعد انتهاء الزيارة !

وهكذا .. إلى من يسعى إلى الابتزاز الرمزي للوالي الجديد، عليه أن يعلم أن الفكرة المقلوبة في الرأس تنتج رجال يمشون على رؤوسهم، فإذا ما مشوا على أقدامهم، يتساؤلون لمن تلك الاقدام؟

زر الذهاب إلى الأعلى