كفى من تضييع الوقت والجهد والمال.. هل وجه الوالي الذي يمثل أعلى سلطة في البلاد التحذيرَ الأخير لمنتخبي طنجة والشمال؟

أكدت كلمة والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، يونس التازي، خلال افتتاح دورة مجلس الجهة، أن الصراعات التي تعرفها الساحة السياسية بمدينة طنجة، والتي كانت لها انعكاسات مباشرة على أداء المجالس المنتخبة، أصبحت مزعجة ومسيئة لصورة المدينة بشكل لا يمكن إخفاؤه.

كلمة الوالي التازي، التي نشرنا أهم أجزائها من خلال موقع “طنجة الآن” بالصوت والصورة، تحولت إلى الحدث الأبرز هذا اليوم، ليس لأنها كشفت أشياء جديدة غير معروفة على مستوى تدبير الشأن المحلي بالشمال وطنجة خصوصا، وإنما لأنها أبانت أن الجهات العليا في البلد لم تعد تطيق هذا الوضع.

الوالي التازي، الذي يمثل الملك محمد السادس في الجهة، كان صريحا وواضحا، أورد أن ما يحدث الآن لا ينسجم نهائيا مع الرؤية الملكية لمنطقة الشمال ولا مع ما يُراد لمدينة طنجة، بل إنه حذر من مظاهر تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.

وقد يكون الوالي التازي دبلوماسيا في كلامه، حين تحدث عن أن الأمر يتعلق بأقلية تركت المصلحة العامة وانصرفت لمصالحها الشخصية، كما غطت على عمل الأكثرية التي تشتغل، لكن كلامه كان أيضا صريحا حين تكلم بلغة التحذير من مغبة الاستمرار في هذا الوضع، أمام جسامة الاستحقاقات التي تنتظر المنطقة.

الأمر، حسب تقييم الوالي، ينطوي على “تضييع للوقت والجهد والمال”، وعن مسار من “التشويش” الذي يُهدر وقت المواطنين ووقت المسؤولين، ما يعني أننا أمام تشخيص واضح وصريح للوضع المتأزم الذي تعيشه مدينة طنجة الآن والتي تحولت معه إلى مجال للفضائح بدل الإنجازات.

ويمكن اعتبار كلام الوالي “قرصة أذن” علنية لمن أوصلوا مدينة طنجة وجهة الشمال عموما إلى الوضع الراهن، هؤلاء الذين يفتقرون لشرعية الإنجاز، لأن المواطن، وكما أشار إلى ذلك الوالي، أصبح مقلقا ويحتاج إلى أن يشاهد المسؤولين حاضرين وينجزون.

زر الذهاب إلى الأعلى