وزان .. انطلاق الموسم الديني والثقافي للولي الصالح مولاي عبد الله الشريف

انطلقت صباح اليوم الاثنين بمدينة وزان فعاليات الموسم الديني والثقافي للولي الصالح مولاي عبد الله الشريف، والذي يسلط الضوء على التراث المادي واللامادي للمنطقة.

ويروم الموسم، الذي تنظمه جمعية دار الضمانة لتسيير شؤون الزاوية الوزانية بدعم وتنسيق مع عدد من الشركاء في الفترة من 22 إلى 28 شتنبر، إلى المساهمة في النهوض بإقليم وزان روحيا وماديا وتأهيله للاضطلاع بدور رائد وفعال وإعطائه المكانة التي يستحقها بفضل الموارد الجغرافية والطبيعية والحضارية التي يزخر بها.

وقال شيخ الزاوية الوزانية، مولاي أحمد علي حيدرة، في كلمة خلال حفل الافتتاح الذي حضره عامل الإقليم المهدي شلبي وعدد من المنتخبين والمسؤولين المحليين وفعاليات المجتمع المدني، إن فعاليات الموسم، التي تضم أنشطة دينية وثقافية واجتماعية، تروم وصل الماضي المجيد لإقليم وزان بحاضره مع التطلع إلى بناء مستقبل زاهر.

وأشار شيخ الزاوية، في كلمة تليت نيابة عنه، إلى أن شعار “موسم مولاي عبد الله الشريف .. إرث ثقافي وروحي في خدمة التنمية المحلية”، ينضح بدلالات تنهل من الهوية المغربية الأصيلة، والرغبة في البناء عليها تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، لتحقيق التنمية المنشودة.

من جانبه، أوضح رئيس المجلس العلمي المحلي، أحمد الزريولي، أن المجلس يساهم في تأطير الجانب العلمي من أنشطة الموسم بما يخدم الثوابت الدينية والوطنية، من خلال تأطير ندوتين علميتين حول “التصوف في المغرب، الأصالة والامتداد”، مبرزا أن الندوتين تشهدان مشاركة مجموع, من الدكاترة ذوي الاطلاع الكبير على تاريخ الزاوية الوزانية وأعلامها، بالنظر إلى أصولهم المنحدرة من المنطقة أو إلى تخصصهم العلمي والأكاديمي في التصوف، تدريسا وبحثا وتأليفا.

وشدد على أن مولاي عبد الله الشريف، مؤسس الزاوية الوزانية، هو من مدرسة وعائلة مولاي عبد السلام بن مشيش، دفين جبل العلم، وقطب التصوف السني بالمغرب، الذي اختاره المغاربة منذ القدم منهاجا لتأطير حياتهم الروحية والتربوية والسلوكية والاجتماعية.

وأشارت كلمات ممثلي المجالس المنتخبة إلى ضرورة تظافر الجهود، بين سلطات إقليمية ومحلية ومنتخبين وفعاليات دينية وجمعوية، من أجل استثمار التراث المادي واللامادي والروحي للزاوية الوزانية لتحقيق الإقلاع التنموي المنشود.

بدوره، أبرز المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتطوان، العربي المصباحي، أن الوزارة حريصة على تنفيذ سلسلة من المشاريع لبناء وتأهيل البنيات الثقافية التحتية ضمن الآجال المسطرة، والعناية بالتراث المادي واللامادي والمساهمة في تنظيم التظاهرات، من قبيل موسم مولاي عبد الله الشريف، والتي من شأنها التعريف بالتراث الحضاري والمعماري والعمراني والفني والثقافي لحاضرة وزان وإقليمها.

وتطرقت كلمة ممثل جمعية دار الضمانة، المنظمة للموسم، إلى البرنامج المتنوع والغني على مدى أسبوع لهذه التظاهرة، والذي يضم فعاليات فكرية وعلمية، واجتماعية من قبيل عملية إعذار جماعي للأطفال، ومعارض للمنتجات المجالية والتقليدية، وليال قرآنية وأمسيات المديح والسماع.

ونظمت صباح اليوم الاثنين ندوة علمية حول “التصوف في المغرب .. الأصالة والامتداد” بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين، مع تركيز خاص على تاريخ الزاوية الوزانية باعتبارها قطبا للتصوف تجاوز إشعاعه حدود المغرب، كما سيفتتح مساء اليوم معرض منتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمشاركة 30 تعاونية متخصصة في المنتجات المجالية والصناعة التقليدية، ومعرض الفنون التشكيلية ومعرض الصور التاريخية.

كما سيتم إحياء ليال روحية من طرف مجموعات “جمعية مولاي عبد الله الشريف لدلائل الخيرات” و”جمعية الصفا لمدح المصطفى” و”مجموعة نخبة المادحين بالزاوية الوزانية التهامية من فاس” و”فرقة عيساوة من مكناس”، و”طائفة أهل توات” و”فن الحضرة النسوية الشفشاونية”، وليال قرآنية بمشاركة نخبة من قراء وحفظة القرآن الكريم.

ويشمل البرنامج عملية إعذار جماعية للأطفال وتوزيع مساعدات إنسانية لفائدة الأطفال المستفيدين، وتكريم مجموعة من الشخصيات والفعاليات، إلى جانب عروض في فن التبوريدة.

زر الذهاب إلى الأعلى