مسرحية “هُما” من المملكة العربية السعودية تُسدل الستار على فُرجات طنجة المشهدية
عن نص مسرحي من تأليف الأديب الراحل غازي القصيبي، قدمت هئية المسرح والفنون الأدائية السعودية عرضها المسرحي “هما”، الذي يناقش الصراع الدائم في علاقة المرأة بالرجل، ويسائل واقع المساواة بين الجنسين في المنطقة، بل ويسلط الضوء على كل أشكال الميز والعنف النفسي الذي تتعرض إليه المرأة، من خلا معالجة درامية مُحكمة أنجزتها الدكتورة تهاني الغريبي الغربي للنص المسرحي الذي استحضر من التاريخ الإنساني المشترك علاقات حب خالدة، من قبيل روميو وجولييت، قيس وليلى، شاهجيهان وممتازمحل؛ حيث حضرت هذه الشخصيات وغيرها في لوحات فنية ماتعة لتقول ما لم تقله في حياتها، وتفسح المجال ليبرر كل واحد على حدة أخطاءه أو مواقفه للطرف الثاني/ الشريك.
هذه المسرحية التي قام بإخراجها المخرج المسرحي يوسف البغلي، هي أيضا تجسيد للصراع القائم بين الممثل والمؤلف، وبين المؤلف وشخوصه، وتسائل بشكل دقيق “الشهرة” و”النجومية” المستمدة من الطبقات المسحوقة والمتعالية عليها حد الاحتقار.
أحداث المسرحية عديدة، وهي مستمدة كما أشرنا أعلاه من أحداث تاريخية، قدمها المخرج كنماذج إنسانية تعكس الصراع المبني عليه هذا العرض، وبتعدد الأحداث -رغم تشابهها- تتلو ن المواقف وتتعدد بحسب تفسير “هو” و”هي”، خاصة أن الممثلان الرئيسيان في المسرحية يستعينان بتأويلات معاصرة لمفكرين أو كتاب مناصرين للمرأة وقضاياها…
مشاركة مسرحية “هما”، تُعد أول مشاركة لفرقة مسرحية من المملكة السعودية خارج المملكة بعد إنشاء هيئة المسرح والفنون الأدائية. ومن خلال هذه المشاركة ضمن فعاليات طنجة المشهدية، فإن الهيئة تسعى إلى تمكين المواهب المسرحية السعودية من اكتشاف مهارات ومعارف مبتكرة مستمدة من تجارب المسرح الدولي، وتبادل المعارف والمثاقفة بين المسرح السعودي والمسرح الإقليمي والدولي، وذلك ضمن أنشطة “مبادرة تمثيل المملكة دوليا” كـ”إحدى المبادرات الإستراتيجية للهيئة”.