“محمد بنعيسى رئيس جماعة “أصيلة”: الوزير السابق اللي ما كيجالس غير الكبار، والناس صغار عندو!”

يبدو أن محمد بنعيسى، وزير الشؤون الخارجية السابق ورئيس جماعة أصيلة الحالي، قد اتخذ من مقولة “الوزير لا يجالس صغار الرؤساء” شعارًا له في حياته السياسية.

في زمن تشتد فيه الحاجة للتواصل والتفاعل بين المسؤولين، يختار بنعيسى الظهور القليل في الاجتماعات والمناسبات، كأنه يعيش في برج عاجي بعيد عن هموم المواطنين. كان آخره مشاهدته بعد غياب طويل في لقاء تنصيب رجال السلطة بمقر ولاية طنجة.

من المثير للسخرية أن هذا الرجل الذي كان يمسك بزمام الأمور على الصعيد الدولي، يجد اليوم نفسه في موقف يتطلب منه أن يكون أكثر قربًا من مجتمعه. ومع ذلك، يبدو أن مسافة الغموض التي تفصله عن سكان أصيلة تتسع يوماً بعد يوم.

يبدو أن السياسة عند بنعيسى تعني البعد عن المتاعب، واختيار المناسبات الفخمة على حساب اللقاءات البسيطة مع المواطنين. إذا كان وزراء الخارجية السابقون يتوقع منهم أن يكونوا أكثر انفتاحًا وتواصلًا، فإن بنعيسى يبدو مصمماً على تعزيز صورة “الوزير الكبير” الذي لا يليق به الجلوس مع “صغار الرؤساء”.

المؤكد أن هذه العقلية لن تجلب له إلا المزيد من الانتقادات، إذ أن الأوقات تتطلب قيادات قادرة على التواصل مع جميع فئات المجتمع، وليس العكس. وفي ظل التحديات التي تواجه الجماعات المحلية، فإن التغيب عن الاجتماعات والتفاعل مع الناس لن يكون في صالحه أو لصالح أصيلة.

ربما حان الوقت لمحمد بنعيسى ليدرك أن النجومية لا تأتي من الابتعاد، بل من القدرة على الاستماع والتفاعل. ولعل من المفيد له أن يتذكر أن السياسة ليست فقط منصبًا أو لقبًا، بل هي أيضًا خدمة للمجتمع، وأن القرب من الناس هو ما يجعل القائد حقًا قائدًا، خاصة وأن جماعته تعاني بشكل غير مسبوق .

زر الذهاب إلى الأعلى