الليموري بين الاستقبالات والسفريات.. هل يمتلك الجرأة لكشف ماذا استفادت طنجة من سفرياته واستقباله للوفود الأجنبية

في ظل الأنشطة الدولية المتزايدة للعمدة منير الليموري على مايبدو، يبرز تساؤل ملح: هل يمتلك الليموري الجرأة الكافية للكشف عن نتائج زياراته وسفرياته المكوكية لأوروبا؟ ولعل الأهم من ذلك هو ما هي الفوائد الحقيقية التي جنتها مدينة طنجة من هذه المبادرات الدبلوماسية، ولعلمنا جميعا أن قصر “الألبا” لايزال موضوع جدال عقيم بسبب إهمال الجماعة له بإسبانيا !

منذ أن تولى منير الليموري منصب عمدة طنجة، كانت تحركاته الدولية واضحة ولافتة.

فقد استقبل في مقر جماعته عدداً من السفراء الأجانب ووفوداً من دول مختلفة، بما في ذلك بلجيكا واسبانيا وهولندا ثم زيارته لإسرائيل، وقام بزيارة عدد من الدول الأوروبية تحت بند اتفاقيات الشراكة والتعاون.

هذا النشاط المكثف يعكس طموحاً واضحاً لتعزيز العلاقات الدولية وجلب الاستثمارات والمشاريع إلى مدينة طنجة ولا نحسده عليها.

ولكن، تبقى الأسئلة التالية محورية: هل أثمرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة؟ وما هي الفوائد التي استفادت منها طنجة من هذه السفريات المكوكية؟

الشفافية هي معيار أساسي في الحكم الرشيد، ومن هنا تبرز أهمية السؤال حول مدى جرأة الليموري في الكشف عن نتائج زياراته. فكل زيارة وسفرية ما وكل لقاء دبلوماسي يحمل معه الوعود والتطلعات، ولكن دون الإفصاح عن تفاصيل الإنجازات أو الإخفاقات، لتظل هذه الزيارات في خانة الإعلانات غير المترجمة إلى أفعال ملموسة.

إن الجرأة في هذا السياق تعني تقديم تقرير مفصل للرأي العام حول الفوائد المترتبة على هذه الزيارات، بما في ذلك الاتفاقيات الموقعة، المشروعات المحتملة، وآثارها على الاقتصاد المحلي والبنية التحتية.

لطالما كانت طنجة مدينة ذات طموحات كبيرة في إطار مشروعها للتحول إلى مركز اقتصادي وثقافي دولي. ولكن، هل استفادت المدينة بشكل حقيقي من الزيارات الأوروبية لعمدة المدينة؟ إن الفوائد المحتملة تشمل جذب الاستثمارات الأجنبية، تعزيز التبادل الثقافي، ودعم مشاريع التنمية المحلية.

لكن، تقييم النجاح يتطلب نظرة موضوعية على مدى تأثير هذه السفريات على الاقتصاد المحلي، حجم الاستثمارات التي تم استقطابها، ومدى تنفيذ المشاريع التي تم التفاهم عليها خلال هذه الزيارات.

من جانب آخر، تبرز الحاجة إلى تقييم النتائج بناءً على الشفافية والتقارير الموثقة التي توضح كيف تحققت الأهداف المرجوة. في حال لم تتوفر هذه المعلومات، قد يتحول النشاط الدبلوماسي إلى مجرد عمل بروتوكولي دون أن يحقق النتائج المتوقعة.

لهذا، يبقى من الضروري أن نطلب من العمدة منير الليموري تقديم تقرير شامل حول نتائج زياراته وسفرياته الأوروبية. الشفافية والمحاسبة هما مفتاحان لتحقيق النجاح في العمل العام، ويجب على المسؤولين أن يكونوا مستعدين لمشاركة نتائج جهودهم مع الجمهور.

بالنسبة لطنجة، فإن الفوائد الملموسة من هذه الزيارات يجب أن تكون واضحة وملموسة، لا مجرد تطلعات نظرية.

وختاماً، نجاح المشاريع الدولية يجب أن ينعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين وعلى تطور المدينة بشكل عام، وهنا نتسائل كما الجميع كم سيخصص العمدة من جديد لبند السفريات والتنقلات داخل الوطن وخارجه لميزانية السنة المقبلة 2025 ؟

زر الذهاب إلى الأعلى