استياء واسع بعد إقامة معرض في موقع مجمع الصناعة التقليدية السابق.. مخاوف من تفويت أرضيته !

أثار قرار إقامة معرض للصناعة التقليدية مؤخرا في الموقع الذي كان يضم مجمع الصناعة التقليدية بمدينة طنجة جدلا كبيرا بين سكان المدينة والمهتمين بالشأن المحلي. بحيث يعود هذا النقاش إلى سنوات مضت، عندما تم هدم المجمع الذي كان يشكل فضاء دائما للحرفيين والصناع التقليديين، مما أثار تساؤلات حول جدوى القرار وأبعاده على القطاع.

المعرض الذي أقيم مؤخرا في الموقع السابق للمجمع استدعى انتقادات لاذعة من المهتمين الذين رأوا فيه انعكاسًا لسياسة تعتمد على المعارض الموسمية بدلا من بناء مشاريع مستدامة تخدم الصناعة التقليدية على المدى الطويل. وأشار البعض إلى أن هذا النهج يستهلك ميزانيات ضخمة بشكل دوري دون أن يحقق قيمة مضافة حقيقية للصناع التقليديين أو يدعم تطور القطاع.

الانتقادات لم تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل شملت كذلك التأثيرات السلبية على المدينة. إقامة المعرض في هذا الموقع ساهم في خلق فوضى مرورية عارمة، وسط غياب شبه تام لمرآب مخصص للزوار، مما زاد من معاناة السكان في التنقل داخل المنطقة.

وبالرغم من بناء عمارة جديدة للصناعة التقليدية بعد الهدم، إلا أن هذا المشروع لم يستطع تعويض الخسارة التي خلفها هدم المجمع السابق، خاصة مع استمرار الاعتماد على الفعاليات المؤقتة التي يعتبرها البعض وسيلة لضرب الميزانية السنوية تحت غطاء الأنشطة الثقافية.

الجدير بالذكر أن مجمع الصناعة التقليدية الذي هُدم كان يمثل فضاءً متكاملاً لدعم الحرفيين، مما جعل قرار هدمه منذ سنوات يُثير استغراب الكثيرين. واليوم، مع إقامة المعارض الموسمية، تتعالى الأصوات مطالبة بمراجعة السياسات المتبعة في دعم الصناعة التقليدية، والتحول نحو استثمارات حقيقية ومستدامة تخدم الحرفيين وتعزز التراث الثقافي للمدينة.

يتساءل المهتمون بالشأن المحلي في طنجة: هل كانت الخيارات التي اعتمدتها السلطات تخدم مصالح الصناعة التقليدية حقا، أم أنها مجرد وسيلة لاستنزاف الميزانيات السنوية تحت مبررات موسمية، وسط مخاوف من تفويت القطعة الأرضية مستقبلا للوبيات العقارية على غرار عشرات المشاريع المماثلة !

زر الذهاب إلى الأعلى