أرض “مسترخوش”: دافع عنها الملك لفائدة مدرسة قرآنية قبل أن تلحقها أطماع منعش عقاري مشبوه

فضيحة من العيار الثقيل يُرتقب أن يقود إليها ملف أرض مسجد عمر بن الخطاب “المنهوبة” في حي “مستر خوش” الشهير بطنجة، وذلك بعدما اتضح أن القصر الملكي كان في صدارة المدافعين عن هذا الوعاء العقاري في وجه أباطرة العقار قبل سنوات، بينما يحاول الآن منعش عقاري معروف “السطو” عليها، زاعما “حمايته” من طرف جهات نافذة.

ويعتبر ملف أرض “مستر خوش” التي تبلغ مساحتها حوالي هكتارين، أحد الملفات الشائكة الموضوعة حاليا على طاولة القضاء والسلطة المحلية بطنجة، لكن الجديد هو إعادة إحياء تعليمات ملكية بخصوصها صادرة سنة 2004، ما وضع الأشخاص الذين يحاولون “الاستيلاء” على الأرض في موقف قانوني وأخلاقي حرج.

وأكدت مصادر موثوقة لموقع “طنجة الآن”، أن الحاج الراحل علي الشيوة، المشرف على مدرسة عمر بن الخطاب للتعليم العتيق، والذي أسسها تحت اسم “دار القرآن” سنة 1983، كان قد استنجد بالملك محمد السادس، بخصوص تلك الأرض في يوليوز من سنة 2004، حين تسلم من يدي عاهل البلاد جائزة الكتاتيب القرآنية.

وحينها صدرت أوامر ملكية بفتح ملف هذه الأرض، الأمر الذي أفضى إلى فضح محاولة خطيرة للاستيلاء عليها عبر التزوير والنصب والاحتيال، قادت إلى سجن شخصين معروفين في المجال السياسي والعقاري بطنجة، كما تمت محاكمة شخص آخر في حالة سراح.

إلا أن المكان الاستراتيجي لتلك الأرض، جعل الأطماع تتجه إليها مجددا، وبعد مرحلة جمود امتدت لـ20 سنة، وطأها المستمر العقاري المعروف القادم من ديار المهجر، والذي أصبح مؤخرا يطارد مناصب مهمة، معتقدا أنه بذلك سيضمن الحماية من المساءلة القانونة بسبب تورطه في عدة تجاوزات، خصوصا في نهب الأراضي وتبييض الأموال.

وبقدر ما تمثل قصة هذه الأرض فضيحة بكل المقاييس، بقدر ما تشكل تحديا للمؤسسات القضائية والسلطات المحلية من أجل إرجاع الحق إلى أصحابه، خصوصا وأن سائر سكان طنجة وليس حي “مستر خوش” فقط، يعرفون أنها تابعة لمسجد ومدرسة عمر بن الخطاب، وأنها موقوفة على طلبة القرآن والمصلين، وليست مخصصة لإنشاء العمارات.

ويعلم الجميع أن 7 من أصل 12 شاهدا، قدموا شهاداتهم لفائدة سيدة ادعت ملكيتها لهذه الأرض، سنة 2003، تراجعوا عن تلك الشهادة بعدما اكتشفوا أنهم وقعوا ضحايا للتدليس، وأن المنعش العقاري الذي وضع يده عليها الآن يستغل مسارا طويلا من عمليات البيع والشراء لمراوغة القضاء، وفرض الأمر الواقع.

وحاليا يترقب سكان طنجة ما الذي سيحدث في هذه الأرض، التي مات الحاج الشيوة وفي قلبه غصة عليها، بعدما أحاط بها الطامعون من كل جانب، ويترقبون ما إذا كانت جرافات أباطرة العقار ستفرض الأمر الواقع أم أن القانون سيُعيد الحق لأصحابه.

زر الذهاب إلى الأعلى